المقال الاول/ مهارات التفكير الناقد

يؤدي التفكير دوراً بارزاً ومؤثراً في توسيع الملاحظة لدى الفرد وتمكنه من أداء الفعاليات في مستوى رفيع من مستويات التنظيم المعرفي لأنه يستند إلى إدراك العلاقات واستعمالها
ومن ابرز المهارات الخاصة بالتفكير الناقد التي تحظى بقبول كبير من جانب الباحثين تلك التي حددها واطسن / جليسر (Watson & Glaser) إجرائياً وفقاً لما جاء في المقياس الذي قاما بإعداده ومن خلاله رأى الباحثان أَنَّ التفكير الناقد يتضمن المهارات الآتية:-

*معرفة الافتراضات
وتتمثل في القدرة على فحص الوقائع والبيانات المتضمنة موضوع ما، بحيث يحكم الفرد بان افتراضاً ما وارد أو غير وارد تبعاً لفحصه للوقائع المعطاة.

*التفسير
ويتضمن القدرة على وزن الأدلة المتفرقة بين الاستدلالات والاستنتاجات التي تؤكدها البيانات كما يتمثل التفسير في قدرة الفرد على التوصل إلى نتيجة ما من خلال حقائق مفترضة بدرجة معقولة من اليقين.

*تقويم الحجج
ويتمثل في قدرة الفرد ليس على معرفة الجوانب المهمة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بموضوع ما فحسب بل في قدرة الفرد على تمييز أوجه القوة والقصور فيها ويؤكد دانيال أندرسون أَنَّ لمهارة تقويم الحجج أهمية خاصة في التفكير الناقد إذ انه بمقتضاها يتمكن الطلاب من الآتي:

– توضيح وتدعيم معتقداتهم من خلال مشاركتهم في مناقشات مستمرة ومتطورة.
– إدراك التعقد وعدم الموثوقية والتعددية كقوى ايجابية ومشروعة في كثير من القضايا والأمور.
– الانتقال بعيداً عن مجرد تكرار المعرفة المتلقاة وتعدى ذلك إلى مرحلة البحث والتحليل.
– تطوير طرق للمناقشة والتحليل وإعادة حل القضايا المعقدة التي ليس لها حل واحد مفرد.
ويشير أندرسون (Anderson) إلى انه من خلال مهارة تقويم الحجج يجب تشجيع الطلاب على المشاركة في ممارسات نقدية فعالة تتضمن بدورها الاستماع والبحث عن حل يشمل: جوانب القضية المطروحة/ تحديد المشكلة بدقة وبصورة مكتملة/ الاستعداد للتغيير حينما تؤيده الأدلة والأسباب/البحث عن حلول بديلة وآراء متعددة لاختيار الأفضل منها / إدراك إن الأفضل ليس هو الأمثل بالنسبة لكل فرد/ التفتح على القيم الأخرى/ الاستفسار ومقارنة التفسيرات

*الاستدلال
ويتمثل في قدرة الفرد على معرفة العلاقات بين وقائع معينة تعطى له، بحيث يستطيع أن يحكم في ضوء هذه المعرفة ما إذا كانت نتيجة ما مشتقة تماماً من هذه الوقائع أم لا. بغض النظر عن صحة هذه الوقائع أو موقف الفرد منها.

*الملاحظة
مهارة جمع البيانات والمعلومات عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس الخمس ، وهي عملية تفكير تتضمن المشاهدة والمراقبة والإدراك ، وتقترن عادة بسبب قوي ، أو هدف يستدعي تركيز الانتباه ودقة الملاحظة .

*الاستنتاج
ويتمثل في قدرة الفرد على التمييز بين درجات احتمال صحة أو خطأ نتيجة ما تبعاً لدرجة ارتباطها بوقائع معينة مذكورة له.
ومن هنا يتضح إن تلك المهارات الخاصة بالتفكير الناقد تمكن الفرد من تحديد قيمة مختلفة الأدلة للوصول إلى نتائج صائبة يتم اختبارها بطريقة موضوعية ويوجه أندرسون وميرشام الاهتمام إلى عدد المهارات ذات الصلة بالتفكير الناقد وتتضمن:-

– معرفة الحقائق ذات الصلة بالموضوع.
– اختبار الحقائق ذات الأهمية.
– تنظيم الحقائق في مصفوفات لها معنى.
– ترتيب المصفوفات ترتيباً منطقياً.
– اشتقاق الاستنتاجات من الحقائق المعطاة.
– معرفة المواقف التي يصعب فيها الوصول إلى نتيجة قاطعة نتيجة لنقص الأدلة.
ويمكن القول إن تنمية مهارات التفكيرالناقد باتت مهمة وضرورية في عالمنا هذا السريع التغير، لأنها تساعد على المشاركة الفعالة في المجتمع، وتكسب المتعلمين التجارب المختلفة التي تعدهم للتكيف مع مقتضيات الحياة الآنية وتهيؤهم للنجاح في المستقبل، وإذا كان التعليم يهدف إلى إعداد مواطنين لديهم القدرة على اتخاذ القرارات واختيار ما يريدون بناءً على حقهم في الاختيار الحر، فإن هذا يستدعي من التربويين الاهتمام بتنمية هذا النوع من التفكير.

المرجع:
السيد ، عزيزة (1995م) . التفكير الناقد , دراسة في علم النفسي و المعرفي . مصر : دار المعرفة الجامعية

أضف تعليق